سورة لقمان - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (لقمان)


        


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِج النَّهارِ فِي اللَّيلِ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يأخذ الصيف من الشتاء ويأخذ الشتاء من الصيف، قاله ابن مسعود ومجاهد.
الثاني: ينقص من النهار ليجعله في الليل وينقص من الليل ليجعله في النهار، قاله الحسن وعكرمة وابن جبير وقتادة.
الثالث: يسلك الظلمة مسالك الضياء ويسلك الضياء مسالك الظلمة فيصير كل واحد منهما مكان الآخر، قاله ابن شجرة.
ويحتمل رابعاً: أنه يدخل ظلمة الليل في ضوء النهار إذا أقبل، ويدخل ضوء النهار في ظلمة الليل إذا أقبل، فيصير كل واحد منهما داخلاً في الآخر.
{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} أي ذللهما بالطلوع والأفول تقديراً للآجال وإتماماً للمنافع.
{كَلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمَّى} فيه وجهان
أحدهما: يعني إلى وقته في طلوعه وأفوله لا يعدوه ولا يقصر عنه، وهو معنى قول قتادة.
الثاني: إلى يوم القيامة، قاله الحسن.
{وَأَنَّ اللَّهَ بَمَا َعْمَلُونَ خَبِيرٌ} يعني بما تعملون في الليل والنهار

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: هو الله الذي لا إله غيره، قاله ابن كامل.
الثاني: أن الحق اسم من أسماء الله، قاله أبو صالح.
الثالث: أن الله هو القاضي بالحق.
ويحتمل رابعاً: أن طاعة الله حق.

{وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ البَاطِلُ} فيه وجهان
أحدهما: الشيطان هو الباطل، قاله مجاهد.
الثاني: ما أشركوا بالله تعالى من الأصنام والأوثان، قاله ابن كامل.
{وأن الله هو العلي الكبير} أي العلي في مكانته الكبير في سلطانه.


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ} يحتمل وجهين
أحدهما: برحمة الله لكم في خلاصكم منه.
الثاني: بنعمة الله عليكم في فائدتكم منه.
{لِيُرِيَكُم مِّنَ ءَايَاتِهِ} فيه ثلاثة تأويلات
أحدها: يعني جري السفن فيه، قاله يحيى بن سلام، وقال الحسن: مفتاح البحار السفن، ومفتاح الأرض الطرق، ومفتاح السماء الدعاء.
الثاني: ما تشاهدونه من قدرة الله فيه، قاله ابن شجرة.
الثالث: ما يرزقكم الله منه، قاله النقاش.
{لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} فيه وجهان
أحدهما: صبَّار على البلوى شكور على النعماء.
الثاني: صبَّار على الطاعة شكور على الجزاء.
قال الشعبي: الصبر نصف الإيمان، والشكر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله، ألم تر إلى قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} وإلى قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُوقِنِينَ}.

قوله تعالى: {وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ} فيه وجهان:
أحدهما: كالسحاب، قاله قتادة.
الثاني: كالجبال، قاله الحسن ويحيى بن سلام.
وفي تشبيهه بالظل وجهان:
أحدهما: لسواده، قاله أبو عبيدة.
الثاني: لعظمه.
{دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} يعني موحدين له لا يدعون لخلاصهم سواه.
{فَلَمَّا نَجَّاهُم إِلَى الْبَرِّ} يعني من البحر
{فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: معناه عَدل في العهد، يفي في البر بما عاهَد الله عليه في البحر، قاله النقاش.
الثاني: أنه المؤمن المتمسك بالتوحيد والطاعة، قاله الحسن.
الثالث: أنه المقتصد في قوله وهو كافر، قاله مجاهد.

{وَمَا يَجْحَدُ بِئَايَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} فيه وجهان
أحدهما: أنه الجاحد، قاله عطية.
الثاني: وهو قول الجمهور أنه الغدار، قال عمرو بن معدي كرب:
فإنك لو رأيت أبا عمير *** ملأت يديك من غدرٍ وختر
وجحد الآيات إنكار أعيانها والجحد بالآيات دلائلها.


قوله تعالى: {يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم وَاخْشُوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: معناه لا يغني والد عن ولده يقال جزيت عنك بمعنى أغنيت عنك، قاله ابن عيسى. عيسى.
الثاني: لا يقضي والد عن ولده، قاله المفضل وابن كامل.
الثالث: لا يحمل والد عن ولده، قال الراعي:
وأجزأت أمر العالمين ولم يكن *** ليجزي إلا كاملٌ وابن كامل
أي حملت
{وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حقٌّ} يعني البعث والجزاء
{فَلاَ تَغُرَّنَّكُمْ الحَيَاةُ الدُّنْيَا} يحتمل وجهين
أحدهما: لا يغرنكم الإمهال عن الانتقام.
الثاني: لا يغرنكم المال عن الإسلام.

{وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} وهي تقرأ على وجهين
أحدهما: بالضم.
الثاني: بالفتح وهي قراءة الجمهور.
ففي تأويلها بالضم وجهان:
أحدهما: أن الغُرور الشيطان، قاله مجاهد.
الثاني: الأمل وهو تمني المغفرة في عمل المعصية، قاله ابن جبير.
ويحتمل ثالثاً: أن تخفي على الله ما أسررت من المعاصي.

1 | 2 | 3 | 4 | 5